האקדמיה הלאומית הישראלית למדעים The Israel Academy of Sciences and Humanities - فصل تاريخي
רשימת קיצורי מקלדת
שנה גודל כתב: + -

فصل تاريخي

فصل تاريخي
جلسة مجلس الأبحاث والتطوير في شباط عام 1960. المشاركون: دافيد بن غوريون؛ البروفيسور يسرائيل دوستروفسكي (الرئيس)؛ البروفيسور دافيد غينزبورغ؛ البروفيسور سولي كوهين؛ البروفيسور إفرايم كَتسير؛ البروفيسور أليكس كينان؛ د. موشيه فريبس؛ ألكساندر غولدبيرغ. (صورة م
في مطلع خمسينيّات القرن العشرين، بدأت تدور في وزارة المعارف والثقافة (الاسم الشائع لوزارة التربية والتعليم في تلك الأيّام) نقاشات حول إمكانيّة إقامة مَجمَعَيْن وطنيَّيْن، واحد للعلوم الإنسانيّة، وآخر للعلوم الطبيعيّة. في العام 1955، أقيمت لجنة برئاسة وزير المعارف البروفيسور بن تسيون دينور، وشارك فيها عدد من كبار وخيرة العلماء، وقامت هذه بمناقشة عدد من المقترَحات لإقامة الـمَجمعَيْن. قدّمت اللجنة توصيتها للحكومة بأن تَشرع في اتّخاذ خطوات في سبيل إقامة "تمهيد الـمَجمع". تبنّت الحكومة الاقتراح، لكنّه جُوبِهَ بمعارضة في الكنيست أدّت إلى وضعه في الدواليب. في ذلك العام، توجّهت عائلة فان لير إلى الحكومة، وعرضت عليها إقامة "مركز النهوض بالثقافة" في القدس، بحيث يخدم كمركز لقاءات للشخصيّات العلميّة ورجالات الفكر، والفنّانين والمفكّرين. ناقشت الحكومة هذا العرض في كانون الأوّل عام 1955 وصدّقت عليه.
 
ورد في القرار أنّ "مركز النهوض بالثقافة سيضمّ بين جدرانه مَجمَع اللغة العبريّة، ومجامع العلوم الإنسانيّة والعلوم الطبيعيّة والفنون"، وأنّه سيكون الهدف منه "تجميع إنجازات البحث الأكاديميّ المرموق". على ضوء هذا القرار، خصّصت الحكومة قطعة الأرض التي يقف عليها اليوم معهد فان لير والـمَجمع الوطنّي للعلوم، لكن بسبب التحفّظات التي ثارت في تلك الفترة من إقامة الـمَجمع، غيّرت الحكومة قرارها، ومن الصيغة المعدّلة للقرار الذي اتُّخذ في آذار عام 1956 شُطِب البند الذي حدّد أنّ المركز سيضمّ المجامع الوطنيّة بين جدرانه.
 
على الرغم من عدول الحكومة عن قرارها الأوّليّ، تواصلت المساعي لإقامة الـمَجمع، ووقف البروفيسور أهارون كَتسير على رأس المبادرين، وعرض على بن غوريون خطّته الرامية إلى إقامة مَجمَعين يتمثّل دَورهما -في ما يتمثّل- في تجميع خيرة مفكّري وعلماء ودارسي وفنّاني إسرائيل، والمشاركة في التخطيط العلميّ - القوميّ لتطوير البلاد، وتمثيل إسرائيل في منتديات العلوم الدوليّة، وبناء علاقات متواصلة ومستدامة مع الأجسام الموازية في خارج البلاد، والقيام بأنشطة تحمل طابعًا أكاديميًّا أو تربويًّا، فما كان من بن غوريون إلّا أن بارك هذا الاقتراح. 
 
بعد اللقاء التحضيريّ الذي جمع البروفيسور أهارون كَتسير وعميد الجامعة العبريّة ورئيس التخنيون لمناقشة مقترحات كَتسير، دعا بن غوريون في الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام 1957 إلى إجراء نقاش موسّع للتفكّر حول الإشكاليّات التي تقترن بتأسيس الـمَجمع. وشارك في الاجتماع زَلمان أران وزير المعارف والثقافة آنذاك، ووزير المعارف السابق البروفيسور بن تسيون دينور، ومجموعة من البروفسورات من مؤسّسات التعليم العالي، ودار النقاش حول طابع الـمَجمع ووظائفه، وطُرِحت مواقف مؤيّدة ومعارضة لإقامته.
 
في نهاية النقاش، تقرّر إقامة لجنة تحضيريّة لإقامة الـمَجمع، على الرغم من تواصل الخلافات بين المشاركين في حول إقامة مؤسّسة من نوع الـمَجمع.
 
في العام 1958، عُيّنت لجنة تعمل على اقتراح مجموعة من المرشّحين لعضويّة اللجنة التحضيريّة، لكن هذه اللجنة تجاوزت الـمَهمّة التي أُنيطت بها وأَعَدّت مسوّدة مشروع قرار حول إقامة "بيت لجنة" أو "مَجمع". في تشرين الأوّل عام 1958، قدّم وزير المعارف والثقافة الاقتراح للحكومة وصُدِّق عليه في تشرين الثاني من ذلك العام، وخَوّلت الحكومةُ وَفق هذا القرار رئيسَ الحكومة ووزيرَ المعارف والثقافة تعيين لجنة تحضيريّة لإقامة "بيت لجنة" (مَجمع) للعلوم الإنسانيّة والطبيعيّة، تنضوي تحته الشخصيّات العلميّة المرموقة في الدولة. في السابع عشر من كانون الأوّل في العام نفسه، توجّه بن غوريون إلى الشخصيّات العلميّة والفكريّة التي أوصت عليها اللجنة، ودعاها للانضمام إلى عضويّة اللجنة التحضيريّة لإقامة الـمَجمع.
 
أعضاء اللجنة: شاؤول أدلر؛ أرييه دڤـورتسكي؛ برنارد تسوندك؛ يوئيل ركاح؛ إفرايم أ. أورباخ؛ بين تسيون دينور؛ نفتالي هـ. طور سيناي؛ ليئون مئير؛ يعكوڤ پـولوتسكي؛ نتان روطنشطرايخ؛ غيرشوم شالوم؛ فرانتز أوليندورف؛ نتان روزين؛ ماركوس راينر؛ يتسحاك بيرنبلوم؛ أهارون كَتسير.
 
أعضاء لجنة الشرف: حانوخ إلباك؛ مارتين بوبر؛ يتسحاك ف. باعر؛ شموئيل هـ. برﭼـمان؛ موشيه ص. سيـﭼـال؛ يحزقيل كويفمان.
 
إحدى الـمَهمّات التي أُلقِيَتْ على عاتق اللجنة التحضيريّة تمثّلت في وضع نظام داخليّ لـِ "بيت اللجنة"، وعليه عيّنت هذه في جلستها الأولى المنعقدة في السادس من كانون الثاني عام 1959 لجنةً تقوم بوضع (وعرض) نظام داخليّ. جرى العمل على بناء النظام الداخليّ لمدّة ستّة أشهر، وفي الثاني عشر من تمّوز عام 1959 صدّق عليه الاجتماعُ العامّ للّجنة التحضيريّة. هذا النظام هو "النظام الداخليّ للمَجمع الوطنيّ للعلوم والآداب"، وصدّقت عليه الحكومة في الثالث عشر من أيلول من العام نفسه. على هذا النحو تأسّس الـمَجمع وباشر في العمل. في السابع والعشرين من كانون الأوّل عام 1959، اجتمعت اللجنة التحضيريّة برئاسة مارتين بوبر وأعلنت عن إقامة الـمَجمع الوطنيّ الإسرائيليّ للعلوم والآداب، وكان أعضاء اللجنة التحضيريّة هم أوّل أعضائها.
 
في الثالث والعشرين من شباط عام 1960، عُقدت الجلسة الأولى للاجتماع العامّ للمَجمع بمشاركة دافيد بن غوريون (رئيس الحكومة آنذاك) كرئيس للاجتماع العامّ الذي اختار مارتين بوبر رئيسًا للمَجمع والبروفيسور أهارون كَتسير نائبًا له. ما تبقّى فعله في ذلك الوقت هو تثبيت مكانة الـمَجمع الوطنيّ للعلوم والآداب في قانون الدولة، فقامت اللجنة الوزاريّة لشؤون التشريعات بإعداد مشروع قانون للمَجمع بمشاركة عضوين من أعضائه هما: أهارون كَتسير، وﭼـرشوم شالوم. في الرابع عشر من حزيران عام 1961، صدّق الكنيست على "قانون الـمَجمع الوطنيّ الإسرائيليّ للعلوم والآداب- 1961".
 
في آذار 1962 جرى نشر النظام الداخليّ للمَجمع الوطنيّ الإسرائيليّ للعلوم والآداب في الجريدة الرسميّة بعد أن صدّق عليه الاجتماع العامّ للمَجمع.